~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

قوة الآن The Power of Now




من كتاب قوة الآن The Power of Now 

للمعلم ايكارت تول 
الروحاني الالماني




استخدامي قليل جداً للماضي ونادراً 


يذكر تول في كتابه هذا قصة حياته نذكر منها...


أود باختصار إخباركم كيف أصبحت معلماً روحياً ، وكيف جاء هذا الكتاب إلى الوجود....

(كنت أعيش مرحلة من الإكتئاب العميق التي أوصلتني للتفكير في الإنتحار....الى أن جاءت ليلة استيقظت فيها مفزوعاً ولم تكن تلك الليلة الأولى التي يحدث لي فيها ذلك ، ولكنها كانت الأشد .حيث كان هدوء الليل ، والحدود المبهمة للأثاث في ظلام الغرفة ، والإزعاج البعيد......ويمر بانعطافات في حياته تسوقه الى ان يصبح معلما روحانياً) ونترك لك عزيزنا البقية لتقرأها بنفسك ...


كان هناك فقير يجلس على جانب الطريق لأكثر من 30 عاماً ، وفي يوم من الأيام مر به شخص غريب ، فسأله الفقير وهو يحمل قبعته القديمة :"هل تقرضني بعضاً من المال " ؟ فرد عليه الغريب بقوله : "لا يوجد لدي شئ لأعطيك إياه " ، وبعدها سأله الغريب :" ماذلك الشئ التي تجلس عليه "؟ أجاب الفقير :" لاشئ ، مجرد صندوق قديم ، وأنا اجلس عليه منذ فترة طويلة جداً " ، فسأله الغريب : " ألم تنظر إلى ما بداخله "؟ ، فأجاب الفقير :" لا ، ومالفائدة لاشئ هناك " ، ألح عليه الغريب وقال :" أنظر إلى ما بداخله " ، فحاول الفقير أن يفتح غطاء الصندوق وبكل ذهول ودهشة صُعِق لمّا رأى أن الصندوق مملوء بالذهب!!!


أنا هو ذلك الغريب الذي لا يملك شئ ليعطيك إياه ، ويحاول أن يخبرك بأن تنظر إلى ما بالداخل ، ليس بداخل الصندوق كما في القصة ، وإنما بداخل مكان أقرب من ذلك بكثير وهو : نفسك .


الوجود هو أبدي ، حياة واحدة موجودة إلى الأبد بغض النظر عن أشكال الحياة المحصورة بالولادة والموت ، الوجود في أعماق دواخلنا وهو جوهرنا العميق الغير مرئي والغير فاني . هذا يعني أنه يمكنك الوصول إليه الآن كنفسك العميقة ، كطبيعتك الحقيقية .


أتاني أناس يسألوني : هل تستطيع أعطائنا ماتملكه ، أو ترينا كيف نستطيع الحصول عليه ؟
وكنت أجيبهم : " أنت تملكه الآن، ولكنك لا تستطيع الشعور به ، لأن عقلك يحدث الكثير من الضجة "


لقد أعتقد الفيلسوف ديكارتس أنه قد وصل للحقيقة المطلقة حينما قال مقولته الشهيرة :" أنا أفكر اذاً أنا موجود " ، لكنه في الواقع أعطى وصف لأكبر خطأ أساسي وهو : مساواة التفكير بالوجود ، والهوية بالتفكير


العقل آلة أساسية للعيش . تهاجم وتدافع ضد العقول الآخرى ، وتخزن وتحلل المعلومات ، وهذا هو ما يجيده ، لكنه بالكليّة ليس بإبداعي ..
جميع الفنانين الحقيقيين ، سواء أدركوا ذلك أم لا ، فقد نشأوا من مكان بلاعقل ، من الإطمئنان الداخلي ، بعدها يقوم العقل بإعطاء إشارات إبداعية أو استبصار . 


دعني اسألك هذا السؤال : هل تعتقد أنك تستطيع أن تكون حراً من عقلك متى ما أردت ؟ هل وجدت زر الإيقاف؟


اذا كنت لا تستطيع ذلك ، أو تستطيعه فقط للحظة أو لحظتين ، فعقلك هو من يستخدمك ، أنت وبلا وعي تجعل هويتك هي عقلك ، حتى أنك لا تعلم أنك قد أصبحت عبداً له . وبداية الحرية هي أن تدرك أنك لست المفكّر ، ومعرفة ذلك تجعلك قادراً على مراقبة هذا الكائن


من اللحظة التي تبدأ فيها بمراقبة المفكّر ، فإن جزء أعلى من وعيك قد بدأ بالعمل .حينها ستبدأ إدارك أن هناك مجال فسيح من الذكاء . أسمى من الأفكار ، وتلك الأفكار مجرد جزء صغير جداً من ذلك الذكاء ، أيضاً ستبدأ بإدارك أن كل الأشياء الحقيقية التي تهم بالفعل كالجمال والحب والإبداع والمرح والسلام الداخلي



ما الذي يجعلنا مدمنين على التفكير ؟؟؟


لأنك جعلته هويتك ، بمعنى أنك تكتسب أحساسك بنفسك من محتويات وأنشطة عقلك . لأنك تعتقد بأنك قد تتوقف عن العيش اذا أوقفت التفكير . وبينما أنت تنمو ، أنت تكوّن صورة عقلية عن نفسك ، مبنيّة على الأوضاع الشخصية والإجتماعية . ونستطيع أن نطلق على هذه النفس الوهمية الإيقو ، EGO ) ) وتتألف من أنشطة العقل ، وتواصل الإستمرار فقط من خلال التفكير المستمر . مصطلح الإيقو ، (EGO ) قد يعني أشياء مختلفة بالنسبة لبعض الأشخاص ، لكن عندما أستخدمه أنا هنا فأنا أعني النفس الخاطئة ، الناشئة وبلا وعي بفعل جعل العقل هو الهوية .







.

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.