~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الخير والشر في الانسان




طوال عشرات السنين ظل تصنيف الطبيعة البشرية للخير و الشر يخضع لأراء شخصيه عدة ،مثلاً فرويد: اقر بإن الطبيعة الانسانية مياله للشر !

لكن لو نظرنا لهذه المسألة  نظرة قرآنية نجد أن محمدعبد الله دراز يقول: « لقد علمنا هذا الكتاب (القرآن) أن النفس الإنسانية، قد تلقت في تكوينها الأولي الإحساس بالخير وبالشر: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)، ولقد هُدي الإنسان طريقي الفضيلة والرذيلة: (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ. وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)...

ففي الإنسان إذن قوة باطنة، لا تقتصر على نصحه وهدايته وحسب؛ بل إنها توجهه إليه بالمعنى الصريح أوامر بأن يفعل، أو لا يفعل.
فماذا تكون تلك السلطة الخاصة، إن لم تكن ذلك الجانب الوضيء من النفس، والذي هو العقل؟

ويبين محمد عبد الله دراز كنوع من الرد على كلام كل من يقول بطبيعة شريرة للإنسان  مبيناً أن طبيعة الإنسان الخلقية ليست شريرة، ولا فاسدة، قائلاً: « وإذا ما وقفنا أمام القيمة الأخلاقية، فإنه يبدو لنا أن القرآن لا ينظر إلى الطبيعة الإنسانية على أنها شريرة في أصلها، ولا على أنها فاسدة فساداً عضالاً»

وهذا ابن قيم الجوزية، نجده يؤكد حقيقة كون النفس البشرية عندها استعداد، وتقبل للأمرين الخير والشر، لا أنها خيرة بطبعها، ولا أنها شريرة بطبعها بل تحمل في طياتها استعداداً فطرياً لتقبل الأمرين، وهنا محك الابتلاء كما ذكرنا، فنجده يوضح هذا الأمر قائلاً : « إن الطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر، والطيب والخبيث، وذلك كامن فيها كمون النار في الرماد، فخُلِق الشيطان مستخرجاً لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل، وأرسلت الرسل، تستخرج ما في طبيعة أهل الخير من القوة إلى الفعل «.
 
وخلاصة الأمر من وجهة نظر إسلامية بحتة: أن الله خلق الإنسان بإرادة واعية كامنة فيه، قادرة على الاختيار الحر، مهتدية بنور العقل السليم, وبكليهما يحصل الإلهام، للتفريق بين الخير والشر:( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)

والمغذي بنور الهداية، لبلوغ درجة الإلهام الصحيح لكلٍ من الإرادة والعقل، وبالتالي الوصول إلى الخير، ونبذ الشر، هو التقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) ، فحرية الاختيار الممنوحة من الله، والواقعة في إطار مشيئته، تجعل الإنسان مسؤولاً عن نتيجة أعماله، فلذلك يمكن أن نقول في الإنسان: إن طبيعته الإنسانية طبيعة مزدوجة، فقد خلق من مادة وروح، باستعدادات متساوية لقبول الخير والشر، وأودع الله فيه قدرات يمكنها توجيهه إلى الخير، وإلى الشر، كما أودع , سبحانه , فيه كل وسائل التمييز والتدبر، ووهبه قوى واعية مدركة وموجهة, ركازها الإيمان والتقوى والفطرة السليمة والعقل المستنير ، وبالتالي فإن تَبِعَة أعمال الإنسان  ومسؤولياته تقع عليه وحده.

 يقول مصطفى محمود: إن ما يُحدد أفعال الإنسان في الخير ليس الإيمان في المقام الأول إنما تراكم الخبرات البشرية على مر التاريخ ثم تتولد الرغبات نتيجة لتلك الخبرات .
إذاً لكي يفعل الإنسان الخير لا يعني أنه مؤمن فقد يكون ملحداً أو مشركاً ثم يكون من أخير الناس .

إن الإيمان هو عملية تنظيم العلاقة بين الإنسان و بين الله لا عملية تنظيم علاقة الإنسان بإنسان ، و من قطع تلك العلاقة بينه وبين الله فليذهب إلى الجحيم لكنه ليس بالضرورة أن يعيش كالبهيمة ، لأن الكفر بالله لا يعني أن يتجرد الإنسان من الخير.

                                                    

                                                               ( عمل الخير لا يضيع ابدا قصة رائعة )




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.