~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الأحد، 18 يناير 2015

ثق بالله وعندها لا يمكن أن تخسر شيئاً...







كان هناك حكيم صوفي مشهور اسمه شقيق البلخي... 
في أحد الأيام جاء رجل إلى شقيق يتهمه بالكسل والعطل عن العمل... وطلب منه أن يعمل لديه، وقال: "وسأدفع لك حسب العمل الذي تقوم به"
أجاب شقيق: "كنت سأقبل عرضك لولا وجود خمس نواقص وثغرات... أولاً، قد تنكسر وتفلس..
ثانياً، قد يسرق اللصوص ثروتك كلها.. ثالثاً، كل ما ستعطيني إياه ستُكرِه نفسك عليه..
رابعاً، إذا وجدتَ أي خطأ في عملي، فغالباً ستطردني.. خامساً، قد يأتي الموت إليك، فأفقد مصدر رزقي.."
وبعدها استنتج شقيق وقال: "شكراً لك، لكن عندي معلم، خالي تماماً من كل هذه العيوب والنواقص".
هذه هي الثقة... هكذا تكون...

ثق بالله، وعندها لا يمكن أن تخسر شيئاً...
لكن تلك الثقة لا يمكن أن تأتي من النظريات والمعتقدات... من التبشير أو الشرائع...
من التعليم أو التفكير... تلك الثقة يمكن أن تأتي فقط من اختبار الحياة بكل تناقضاتها وأضدادها، باختبار الليل والنهار والرقص هبوطاً وصعوداً...
عندما تصل إلى نقطة التوازن في جميع التناقضات، ستنبع الثقة.
الثقة هي عطر التوازن وروحه...
إذا كنت حقاً تريد تحقيق الثقة وأن تعيش بثقة، ارمي كل معتقداتك... فهي لن تساعدك.
الفكر الذي يعتقد ويؤمن هو فكر غبي، الفكر الذي يثق، فيه ذكاء نقي....
الفكر المعتقد معقّد ومتوسط المستوى... الفكر الواثق يصل إلى الكمال... لأن الثقة تكمله وتجمِّله.
والفرق بين الاعتقاد والثقة بسيط... لا أتحدث عن المعاني التي تجدها في القاموس لأنها هناك ستحمل نفس المعنى: الاعتقاد يعني الثقة، والثقة تعني الإيمان، والإيمان يعني الاعتقاد...
لا أتحدث عن القاموس بل عن النفوس... عن الوجود اللامحدود...


عندما تحدى أحدهم الإمام علي وسأله عندما ذكر الله... "يا علي، هل رأيتَ هذا الله الذي تتحدث عنه وتحتمي به؟"... أجاب علي: "ويحك! وهل أعبد إلهاً لا أراه؟"
وإذا بقيتَ تحمل المعتقدات، ستمرّ بك التجارب والاختبارات عدة مرات، التي لن تتوافق مع معتقداتك، وعندها سيميل الفكر إلى تجاهل تلك الاختبارات والإشارات...
لن يلاحظها أبداً لأنها مزعجة جداً... مشوِّشة... تدمر اعتقاداً ما عندك وأنت تريد التعلق بذلك الاعتقاد... هكذا تدريجياً تصبح أعمى تجاه الحياة... ويصبح الاعتقاد قناعاً عاتماً يغطي عينيك.
الثقة تفتح العيون... الثقة ليس عندها شيء تخسره.
الثقة تعني، أي شيء حقيقي هو شيء حقيقي: "أستطيع وضع رغباتي وآمالي جانباً، فهي لا تصنع أي فرق بالنسبة للواقع الحقيقي، يمكنها فقط إلهائي وإبعاد فكري عن الحقيقة"
إذا كان عندك اعتقاد معين، ومررتَ بتجربة يقول عنها الاعتقاد أنها مستحيلة، أو، إذا كانت التجربة تدفعك إلى رمي ذلك الاعتقاد، فماذا ستختار؟ الاعتقاد أم التجربة؟





مجلة اوشو العربية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.