~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الحب في فلسفة ايريك فروم ...1...

          ،،الحبُ فى الأرض بعضٌ من تَخَيُّلِنا ... لو لم نجده عليها لاخترعناه ،،




في كتاب( فن الحب)
 يريد  اقناعك  بأن جميع محاولاتك للحب يُقضى عليها بالفَشَل ما لم تحاوِل محاولةً أكثر فعالية لتطوير شخصيتك الكلية...


يطرح تسائل مهم هو هل الحب فن؟؟؟


إذا حدث لاثنين يكونان غريبين أمرا سمح فجأة للحائط بينهما أن يسقط وشعرا بالقربى، شعرا بأنهما أصبحا شخصًا واحدًا، فإن هذه اللحظة الخاصة بالشعور بالواحدية هي من أشد التجارب انبعاثًا للبهجة والإثارة. وهذه التجربة تكون باعثة أكثر للدهشة والإعجاز بالنسبة للأشخاص المنعزلين المتوحدين الذين بلا حب. وهذه الأعجوبة الخاصة بالحميمية الفجائية غالبًا ما تكون أمرًا سهلاً إذا ما اقترنت أو صدَرَت بجاذبية وتحقق جنسيين. وعلى أية حال، فإن هذا النمط من الحب لا يدوم بطبيعته نفسها. فالشخصان يزدادان تعرفًا على بعضهما، وتشرع حميميتهما في فقدان طابعها الإعجازي إلى أن يقتل تطاحنهما وخيبات أملهما وهمهما المشترَك ما يتبقى من الإثارة الأولى. ومع هذا فإنهما في البداية لا يعرفان كل هذا: إنهما يعتبِران شدة الافتتان، هذه "الجنة" ببعضهما دليلاً على شدة حبهما، بينما لا يبرهِن هذا إلا على درجة وحدتهما السابقة.


اذا فالحب هو فن شأنه شأن اي فن آخر لابد لك من أن تتعلم هذا الفن إلى جانب تعلِّم النظرية والتطبيق يوجد عامِل ثالِث ضروري لكي يصبِح الإنسان أستاذًا في أي فن – يجب أن تكون مسألة السيطرة على أي فن مسألة اهتمام قصوى. .


هناك رغبة الاندماج مع شخص آخَر وهي أكبر توق لدى الإنسان. إنها أشد عواطفه جوهرية، إنها القوة التي تبقي الجنس البشري متماسِكًا وكذلك القبيلَة والأسرَة والمجتمَع. والفشَل في تحقيق هذا الاندماج يعني الجنون أو الدمار للذات أو الدمار للآخَرين...


فبدون حب ما كان يمكن للإنسانية أن توجد يومًا واحدًا.



الحب هو قوة فعَّالَة في الإنسان، قوة تقتحِم الجدران التي تفصِل الإنسان عن رفاقه، والتي توحِّده مع الآخرين. إن الحب يجعله يتغلَّب على الشعور بالانفصال والعزلة. ومع هذا يسمح له أن يكون نفسه، أن يحتفِظ بتكامله. في الحب يحدث الانفراق: اثنان يصبحان واحدًا ومع هذا يظلان اثنين.



الحب نشاط، وليس شعورًا سلبيًا، إنه "الوقوف" وليس "الوقوع" وبأشد الطرق عمومية يمكن وصف الطابع الإيجابي للحب بقولنا أن الحب هو العطاء أساسًا وليس التلقِّي.



ما هو العطاء؟


 أكبر سوء فهم على نطاق متَّسِع، هو ذلك الذي يفترِض أن العطاء هو "التخلي عن" شيء، هو الحرمان، هو التضحية.


العطاء أكثر ابتعاثًا للفرح من التلقي، لا لأنه حرمان، ولكن لأن في فعل العطاء يكمن التعبير عن اتقادي بالحياة،ومن يكن قادرًا على أن يعطي من ذاته فهو غني، وهو يعيش نفسه كإنسان يستطيع أن يعطي نفسه للآخَرين. إن أهم مجال للإعطاء ليس هو مجال الأشياء المادية، بل هو المجال الذي يكمن في العالَم الإنساني بصفة خاصة. 


فماذا يعطي الإنسان للآخَر؟


إنه يعطي من نفسه، من أثمن ما يملِك، إنه يعطي من حياته. وليس هذا يعني بالضرورة أن يضحي بحياته للآخَر – بل إنه يعني أنه يعطيه من ذلك الشيء الحي فيه، إنه يعطيه من فرحه، من شغفه، من فهمه، من علمه، من مرحه، من حزنه – من كل التعابير والتجليات لذلك الشيء الحي الذي فيه.


وهكذا بإعطائه من حياته إنما يثري الشخص الآخَر، إنه يعزِّز شعور الآخَر بالحياة وذلك بتعزيزه لشعوره هو بالحياة، إنه لا يعطي لكي يتلقى، العطاء هو في ذاته فرح رفيع... العطاء يتضمن جعل الشخص الآخَر معطاء أيضًا، والاثنان يشتركان في فرح ما قد حملاه إلى الحياة. في فعل العطاء يولد شيء، وكلا الشخصين يكونان شاكرين للحياة التي تولد لهما كليهما. ويعني هذا بالنسبة للحب أن الحب قوة تنتج الحب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.