~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الخميس، 30 أكتوبر 2014

ماهي الأنا ( الايقو ) ~


 ( فيديو )

الأنا  (الايقو)
شيء مزيف مكوّن من الأفكار التي تحد نمو الإنسان وتجعله في حال من الهوان...

هناك شيئان مزيفان في الحياة... وهما شيئان متصلان وغير منفصلان... إنهما الأنا والموت...

الأنا والموت وجهان لعملة واحدة... وجهان لزيف واحد...

إذا كانت الأنا تملأ كيانك وبنيانك فالموت عندها أكيد ومنه ستخاف وتحسب له الوعيد... عندها الموت سيأتي إليك في كل لحظة وثانية لأنك متعلّق بوهم غير موجود في هذا الوجود... فإلى متى يمكنك التعلّق بتلك الأنا المزيفة؟...
عاجلاً أم آجلاً ستكتشف أنك بنيت منزلك على رمل متحرّك... يمكنك أن تغلق عينيك أو تتجاهل ذلك... لكن إلى متى؟... سرعان ما ستكتشف أنك خدعت نفسك لفترة قصيرة وعن الأبد بعيدة...

تخيل نفسك وأنت تقفز في الهواء... سترتفع قليلاً... لكن إلى متى يمكنك البقاء معلّقاً ساكناً في الهواء؟...
إذا تخيلت أن الهواء تحت قدميك هو صخر ثابت رصين فهل سيفيدك ذلك في بقاءك في الهواء ساكن وأنت تطير؟؟ بالطبع لا... وكذلك الأمر بالنسبة لتلك الأنا التي تحدّك عن المحيط والانصهار مع الألوهية الكائنة في داخلك...

الموت هو موت الأنا الصغيرة... هو موت الجدران التي تبنيها حولك وتعزلك عن محيطك... ولكن لأنك أصبحت ترى الجدران حقيقة... وأصبحتْ تلك الجدران هي الإنسان وأصبحتَ أنت في خبر كان... أصبح الإنسان خائفاً من الموت لأنه سيزيل تلك الجدران...

تأمل في أمواج المحيط والبحار... إذا أصبح لموجة من الأمواج فكر خاص مختلف عن المحيط وبدأت بالتفكير بأنها موجودة بشكل مستقل، تلك اللحظة ستكون بداية النهاية... ذلك التفكير سيجعل الموجة تعتقد بأنها هي الحقيقة والمحيط هو المزيّف... ستعتقد بأنها موجودة بشكل منفصل ومعزول عن منبع الأصول والعطور... لكن سرعان ما ستصل إلى أرض الامتحان ويأخذ الشاطئ منها كل الخرف ويعطيها البرهان... وستعود الموجة وتذوب في المحيط وتطير مع السحاب... إلا أن ذلك الفكر سيرافقها ويرفرف معها وهي حائرة... سيكون معها وهي ترفرف مع الريح وتداعب الغيوم أو تتكلم مع الشمس والنجوم... سيبقى مرافقاً لها يذكرها بموتها وبتلك اللحظة التي ستموت فيها، لأنها ترى في كل ثانية غيرها من الأمواج التي تتكسر أناها على صخور الشاطئ المنتظرة بكل لهفة ودون لحظة غفلة...

وكذلك الأمر بالنسبة لك يا إنسان... فأنت محاط بأخبار الموت من كل حدب وصوب... مئات بل آلاف من البشر يموتون حول العالم... وكلما مات إنسان يثور في ذهنك البركان ليعلن اقترابك من الموت خطوة... حتى أصبحت طنة كل جرس أو صوت أي مأذنة يذكرك باليوم الذي ترفع فيه صوتها معلنة مماتك... لكن لماذا كل ذلك الخوف من الموت؟؟؟ لماذا الموت بالدرجة الأولى؟؟

تذكّر تلك الموجة... أصبح الموت حقيقة أمامها بنفس اللحظة التي دخلت الأنا إلى فكرها... بنفس اللحظة التي أصبحت ترى نفسها معزولة وعن المحيط مفصولة..
. أما لو أيقنت وعرفت وعاشت العرفان بأنها جزء من هذا المحيط المحيط بها من كل صوب وزاوية فعندها لن تأتي فكرة الموت إلى بالها مطلقاً... عندها ستطير وتتّحد في كل لحظة مع الحقيقة التي تحملها إلى أعلى وأرقى وأبعد... عندها ستكون تلك الموجة قد أصبحت موجة صوفية مستنيرة وعلى درب المحيط الهادر سائرة... فمن أي زاوية يمكن أن يأتي الموت إليها... فلم تبقى هناك جدران لتشكل زوايا حتى يدخل الموت منها ويحطمها... عندها ستصبح الموجة جزء من المحيط، والمحيط جزء منها يموج من خلالها... عندها لا وجود للموت بل عودة إلى منبعها واندماجها وانصهارها فيه...
ا
لأنا شيء مزيف لكن يمكنك استعمالها كما تستعمل اسمك...
 فالاسم أيضاً مزيف لأن جميع الأطفال تأتي بلا اسم... لكن نحن علينا أن نطلق الأسماء على كل وافد إلى هذه الأرض وإلا ستعم الفوضى في أرجاء المكان... فكيف سنناديه ونرسل له الرسائل والمسائل... كيف سنأخذ منه المال أو نقدم له المال... كيف سنجرّه إلى المدارس والمعابد والمحاكم؟... بلا أسماء ستغرق الأرض في فوضى بل وستصبح عالماً جديداً عن ما نعرفه اليوم...

بلا أسماء سيصبح من المستحيل أن تتذكر زوجتك أو مَن هم أولادك... لذلك فالأسماء ضرورية لكنها مزيفة وغير حقيقية... فعندما تعطي اسماً لطفل... أنت تعطي اسماً لما ليس له اسم... تعطي اسماً للغير مُسمّى...

هذه هي حال الأنا... مع خلاف واحد وهو أن الاسم هو للآخرين ليستخدموه معك... أما الأنا فهي لك ولداخلك لتستخدمها مع نفسك...


تخيّل لولا وجود الأنا فكيف ستعبر عن نفسك وحاجاتك؟...
 فعندما تشعر بالعطش يمكنك القول أنا عطشان... 
في الحقيقة لا وجود لتلك الأنا العطشانة لأنه لا وجود إلا للعطش فهو الحقيقة والانا هي المزيفة... لكن إذا كنت في مكان عام وشعرت بالعطش وقلت هنالك عطش فسيكون من الصعب فهم الحالة التي أنت فيها... لذلك فتلك الأنا ضرورية كما هو اسمك ضروري... لكن عليك أن تفهم وتعيش وتعلم بأن تلك الأنا هي مزيفة وهي تعبّر فقط عن حالة كلامية ولا وجود لها في الحقيقة... عندها يمكنك استعمالها واستخدامها بحريّة دون أن تقع في فخها ونصبها... فالأنبياء والحكماء استخدموا تلك الأنا لكنهم عرفوها على حقيقتها لذلك فقط امتلكوها دون أن تمتلكهم...

المشكلة الحقيقية هي عندما تعطي القيمة لما ليس له قيمة...

في زمان ومكان غير بعيد عن هذا الأوان ربح جحا وقبيلته قضية هامة جداً في المحكمة...
وكان الفضل في ذلك للمحامي نعسان صاحب الذكاء والعقل النبهان... 
 فدعاه جحا ليعبر عن امتنانه وعرفانه له، وعندما حضر نعسان إلى مكان رد الجميل والعرفان وجد مأدبة فيها ما لذ وطاب من الطعام ومكان جحا شاغر ليملأه نعسان ويحاضر...
تردد نعسان وقال لا يمكن أن أجلس في مكان جحا قائد القبيلة وسيّد العزيمة فذلك المكان هو لك وأنت صاحب الشأن والمال وعليك أن تجلس في ذلك المكان...
كانت الكرسي على رأس الطاولة وحولها كل الكراسي الأخرى التي ملأها أفراد القبيلة...
وبعد طول مماطلة من نعسان ضحك جحا وقال: أينما أجلس يكون هو رأس الطاولة فأنا الذي أعطي القيمة للكرسي وليست الكرسي هي صاحبة المنصب والشأن المبان... فاجلس في ذلك المكان يا نعسان وتلذذ بأطيب الطعام وأعذب الألحان...


الأنا هي اعتقاد وإيمان بفرديتك وخصوصيتك وتميّزك عن الكون...
 هي إيمان مبني على أساسات زائفة زائلة غير موجودة إلا في الأفكار... غير قائمة على الحقيقة الأزلية الكونية...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.