~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الخميس، 30 أكتوبر 2014

سر تكوين الحياة ~





إن المادة شكل مكثف من الطاقة أو الروح ، والروح هي شكل خفي  من المادة أو الجسد. 

إن أجسادنا مؤلفة من المادة التي هي عبارة عن هذا الكم الهائل من الذرات التي تتحرك وتتحول يسرعة فائقة. أما هذه الذرات فهي تتألف بغالبيتها من هذا الفراغ الذي تحركه الجزيئيات الما قبل ذرية. إن هذه الجزيئيات هي عبارة عن شحنات مكثفة من الطاقة ليس لها أي دليل مادي.

لهذا, في الواقع, يمكننا النظر الى الجسد على أنه دفق من الطاقة والتحولات. فهو يعيش في حالة فورية ومستمرة من الحركة والتحول الدائم.

إن "سر التكوين" لهذه الحياة هو نتيجة هذا الدفق الهائل من الطاقة السماوية والأرضية معاً. فالشمس تمدنا باستمرار بدفق من هذه الطاقة اللولبية التي يعرفها العلماء بالرياح الشمسية التي تتصادم مع الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض, مما ينتج عنها هذه الطاقة المرئية الهائلة أو هذه الهالة الجميلة التي تحيط بكوكب الأرض وتشع منه نوراً. فعلماء الفلك على علم بحقل هذه الطاقة المرئية والتي يصفونها بالجو المغناطيسي للأرض. لهذا نقول أن الكون في حالة تكونية أبدية مستمرة منذ الأزل, فهو يكون نفسه بنفسه, وكما أن ليس له بداية, فهو بالطبع ليس له نهاية.  

إن الطاقة المنبعثة من الشمس تفوق الطاقة المنبعثة من الأرض بسبع مرات. هذا ما يدفع بالطاقة الأرضية الى التجمع والبقاء في محيطها الجوي الذي يدعونه العلماء بالحقل الجوي المغناطيسي للأرض والذي يشبه رأس الإنسان. كما أن الطاقة المنبعثة من مجرة درب اللتبانة تفوق الطاقة المنبعثة من نظامنا الشمسي هذا بسبع مرات, مما يشكل أيضاً حقلاً هائلاً من الطاقة الإليكترومغناطيسية والتي إذا ما نظرنا إليها بشكلها المتكامل سوف نحصل على جسم كامل من الطاقة (هالة) يشبه جسم الإنسان بشكله.  هذا ما يفسر القول الشهير الذي ينص على أن الله خلق الأنسان على صورته ومثاله.

لهذا نقول أن الإنسان جزءاً لا يتجزء من هذا النظام الكوني الذي هو نظام الله الكوني بكل موضوعية وبساطة, حيث هناك سبع أبعاد لهذا العالم الروحي الذي ننتقل من خلاله كضمير كوني في هذا الوجود الأعظم لنتجسد وننمو ونتطور الى أن نصل ونتحد مع اللانهاية ونعيش هذه الحالة التي نسميها "اللانهائية الإلهية."


مقاربتان للعالم الروحي:

1) الرضى والتسليم لهذا النظام الكوني, أو نظام الله بدون شروط أو تحفظات, لأن حالتنا اللانهائية بالواقع هي في أمان. فليس هناك حاجة الى القلق على حاضرنا أو مستقبلنا. إن الإستكبار والأنانية, الكبرياء والتعجرف, الخوف والغضب هما لصغار النفوس الذين يضعون الحواجز بينهم وبين هذا الوعي الكوني الأكبر. لهذا, لما لا نسلم أمرنا لهذه الإرادة الكونية أو الله؟ لنتمكن من تحقيق هذا, نحتاج الى تليين صلابة عقولنا وتطهير أجسادنا أولاً.

إن هذا المنحى من الرضى والتسليم الكامل لهذا النظام الكوني أو نظام الله هو الطريق الأسهل لإختبار النمو الروحي, لأن كل شيء هو تجلٍ من عند الله أو الروح. لهذا, كثيراً ما كان القدماء يتبعون هذه الطريقة البسيطة في حياتهم.

2) أما المقاربة الثانية والتي هي متممة للمقاربة الأولى فتقول أن الكل يعيش في قلب الله وأن كل شيء هو تجلٍ لهذه الطاقة الإلهية المطلقة. فليس هناك أنا بمعناها الصغير, بل هناك تجلٍ إلهي في كل فردٍ منا وإن الله هو الكل في الكل, أي الألوهية المتجلية فينا. لهذا, كثيراً ما كان القدماء يصفون هذه الطريقة بالطريقة الصعبة. 
   
لهذا, نرى أن البشر الذين يعيشون في مناطق أكثر "ين" يفضلون مقاربة الإختبار الروحي بالطريقة الأولى. علماً أنه تم إتباع الطريقة الأولى بكثافة في المناطق الدافئة من هذا العالم. لهذا, قام النبي محمد باتباع هذه الطريقة مع أتباعه.
أما البشر الذين يعيشون في مناطق أكثر "يانغ" فيفضلون مقاربة الإختبار الروحي بالطريقة الثانية التي هي الأصعب. لهذا, قام المسيح وبودا باتباع الطريقة الثانية, حيث قاما بالصوم الصحي والتأمل للبحث عن الذات الكونية للمعرفة الحقيقية. علماً أنه كان للمسيح ولبودا معلمين, كيوحنا المعمدان مثلاً, إلا أن إكتشافه للأبعاد التي وصل إليها تم بإتباع الألوهية التي إكتشفها بذاته داخل كينونته.

من الحكمة أن نتعرف على هاتين الطريقتين ونختبرهما, لأن الأولى محفزة لعدم الإستسلام الى الإستكبار وسيطرة العقل. أما الثانية فستساعدنا على إكتشاف الذات الواحدة الموحدة. فكلاهما طرقٌ 
صالحة وأساسية للوصول الى هذا التوازن والتناغم الروحي.



لهذا, نرى تقليداً منتشراً في معظم الديانات الروحية والحضارات القديمة وهو الجلوس على الأرض أو الركوع والإنحناء الى الأمام وتقبيل الأرض أو أطراف الوالدين, المحبين والمعلمين. فالمسيح إنحنى وقبل أرجل تلامذته. كما أن الشرقيين ما زالوا يقومون بالإنحناء لبعضهم البعض الى يومنا هذا, حتى قبل وبعد التحديات والمبارزات في الفنون القتالية.


 فإن دل هذا على شيء, فإنه يدل على إتباع هذه الطرق الموحدة في نبذ وتبديد الإستكبار  والأنانية والتخلص من هذه الأنا الصغيرة, والتشديد على هذه الأنا الكونية التي هي مصدرنا الحقيقي الواحد المتواحد. إنها إحدى الطرق الفعالة التي تعلمنا أن تقول "نعم" للحياة بكل رضى وتسليم وتواضع.


ميتشو كوتشي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.