~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الحب في فلسفة ايريك فروم ...3...

موضوعات الحب

ليس الحب أساسًا علاقة بشخص معيَّن، إن الحب موقف، اتجاه للشخصية يحدد علاقة شخص بالعالَم ككل، لا "نحو موضوع" واحد للحب...


إذا كنت أحب شخصًا واحدًا حبًا حقيقيًا، فإنني أحب الأشخاص جميعًا، أحب العالَم، أحب الحياة...


 إذا استطعت أن أقول لشخص آخَر "إنني أحبك" فيجب أن أكون قادِرًا على أن أقول: "إنني أحب فيك كل شخص، أحب من خلالك العالَم، أحب فيك نفسي أيضًا".


 انواع الحب 


أ– الحب الأمومي:


أرض الميعاد (الأرض دائمًا هي رمز للأم) توصَف بأنها "تتدفَّق لَبَنًا وعَسَلاً". اللبَن هو رمز الجانب الأول للحب ذلك الجانِب الخاص بالرعاية والتأكيد. والعَسَل يرمز إلى حلاوَة الحياة ومحبتها والسعادة في أن الإنسان حي. ..


معظم الأمهات قادرات على إعطاء "اللبن" لكن قلة منهن قادرات على إعطاء "العسل" أيضًا.

إن حب الأم للحياة مُعدٍ بقدر ما أن قلقها مُعْدٍ. كلا الموقفين لهما تأثير عميق على الشخصية الكلية للطفل ويمكن للإنسان في الحقيقة أن يُفَرَّق داخل الأطفال واليَافِعين بين أولئك الذين ليس لديهم سوى "اللبَن"، وأولئك الذين قد حصلوا على "اللبن والعسَل".

ولكن مهما يكن ثِقَل هذا العامِل الغريزي فإن هناك أيضًا عوامل سيكولوجية إنسانية خاصة مسؤولة عن هذا النوع من الحب الأمومي. يمكننا أن نجد عامِلاً منها في العنصر النرجسي في الحب الأمومي. فبقدر ما أن الطفل لا يزال يشعر أنه جزء منها، فإن حبها وافتتانها قد يُعَدَّان إشباعًا لنرجسيتها. ويمكن أن نجِدَ دافِعًا آخَر في رغبَة الأم في القوة أو التملُّك.

في الحب الشبَقي نجد أن اثنين منفصِلَين يصبحان واحدًا. وفي الحب الأمومي نجد أن اثنين هما شخص واحِد يصبحان منفصلين.

ب - الحب الأبوي:


في المرحلة الأمومية تكون الأم هي الكائن الأسمى. إنها الإلهة. وهي أيضًا السلطة في الأسرة والمجتمَع. إن حب الأم مطلق، إنه شامِل الحماية، إنه مستحوذ محيط. ولما كانت الأم تحب أطفالَها لأنهم أطفالها، وليس لأنهم مطيعون أو "طيبون" أو يحققون رغباتها وأوامرها، فإن حب الأم قائم على المساواة. كل الناس متساوون لأنهم جميعًا أطفال أم، لأنهم جميعًا أطفال الأرض الأم.


المرحلة التالية هي المرحلة الأبوية. وفي هذه المرحلة تُخلَع الأم عن عرش مكانتها السامية، ويصبِح الأب هو الكائن الأعلى في الدين والمجتمَع على السواء.


وطبيعة الحب الأبوي هي أنه يضع مطالِب ويؤسِّس مبادئ وقوانين وأن حبَّه لابنه متوقف على طاعة الأخير لهذه المطالِب. ويسير تطور المجتمع الأبوي مع تطور الملكية الخاصة. ونتيجة لهذا، المجتمع الأبوي مجتمَع هرَمي، فالمساواة بين الأخوة تتراجَع أمام المنافَسَة والنزاع المتبادَل. ..


ج_ الحب الأخوي:


أشد أنواع الحب أساسية الذي يتضمن جميع أنواع الحب هو الحب الأخوي وأقصد بهذا الشعور بالمسؤولية والرعايَة والاحترام والمعرفة إزاء أي كائن إنساني آخَر، والرغبة في تطوير حياته...

يعتبر الحب الأخوي ايضا ارقى واقوى انواع الحب لان الجميع فيه متساوي كل واحد يكمل جانب النقص في الآخر ،دون وجود افضل او احترام مفروض قسرا كحب الأم وابنها هنا الوضع مختلف تماما نحن اخوه سواء حقيقة او اخوة درب صداقة احترامنا من خلال بساطتنا في التعامل وكشف الاسرار وطرح المشاكل ...

الحب الأخَوي هو حب لكل البشَر الآخَرين، وهذا الحب يتصِف بأنه حب من الاستثناء. فإذا طوَّرت مقدرتي على الحب فهذا يعني أنني لا أملك سوى حب إخوتي. في الحب الأخوي توجد تجربة الاتحاد بكل الناس، توجد تجربة التضامُن الإنساني. يقوم الحب الأخوي على 
تجربة أننا جميعًا واحد.

د – حب الذات:


حب الذات عند فرويد هو نفسه النرجسية، تحول الليبيدو إلى النفس. والنرجسية هي أقدم مرحلة في التطور الإنساني، والشخص الذي تتحول في حياته المتأخرة إلى هذه المرحلة من النرجسية عاجز عن الحب.


الشخص الأناني ليس مهتمًا إلا بنفسه ويريد كل شيء لنفسه، ولا يشعر بأية لذة في العطاء، بل يشعر بها في الأخذ. إنه يفتقِد الاهتمام بحاجات الآخَرين. إنه لا يستطيع أن يرى سوى نفسه، إنه يحكم على كل فرد وكل شيء من زاوية النفع بالنسبة له، إنه أساسًا عاجز عن الحب...


 الشخص الأناني لا يحب نفسه كثيرًا بل يحبها قليلاً جدًا، إنه في الواقِع يكره نفسه. وهذا الافتقاد للإعجاب والرعاية لنفسه يتركه خاويًا ومحبَطًا... لقد ذهب فرويد إلى أن الشخص الأناني نرجسي كما لو كان قد سحب حبه من الآخرين وحوَّلَه إلى شخصه.


وأسهل علينا أن نفهم الأنانية بمقارنتها بالاهتمام الشرِه بالآخَرين كما نجدها مثلاً في الأم المفرطة في تعلقها. فعلى حين أنها تعتقِد بوعي أنها مغرمَة بصفة خاصة بطفلها، فإنها في الواقِع تملك عداوة مكبوتة عميقة نحو موضوع اهتمامها. إنها مفرِطَة في الاهتمام لا لأنها تحب الطفل كثيرًا جدًا، بل لأن عليها أن تعوِّض افتقادها للقدرة على حبه أصلاً.


يقول إيكهارت: "إذا أحببت نفسك فقد أحببت كل شخص آخَر كما تفعل إزاء نفسك. وطالما أنك تحب شخصًا آخَر أقل مما تحب نفسَك، فلن تنجح حقًا في حبك نفسك، ولكن إذا أنت أحببت الجميع على السواء بما في ذلك نفسك فسوف تحبهم كشخص واحد وهذا الشخص هو كلا الله والإنسان ومن ثم سيكون شخصًا عظيمًا وعلى حق ذلك الذي هو يحب نفسه يحب جميع الآخَرين على حد سواء".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.