~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الخميس، 30 أكتوبر 2014

التجربة الروحية - ميتشو كوتشي ~






إن هناك إعتقاد راسخ من قبل الكثيرين في المؤسسات الدينية أن إيصال الحقيقة الى الناس أمر معقد وغاية يصعب إدراكها. هذا الإعتقاد القديم - الجديد الذي لم ينتج عنه إلا المزيد من الإرباك والهشاشة في عقول الناس للعالم الروحي الذي نحن لسنا إلا جزءاً صغيراً لا يتجزأ منه. فكيف لنا أن نفهم الله دون أن نتفهم نظامه الكوني؟ وكيف لنا أن نفهم هذا النظام الكوني دون أن نتعرف على ذاتنا الحقيقية ونكتشف جذورنا وأصالتنا الكونية في هذا الكون الأزلي الأبدي الذي ننتمي إليه والذي يتوازى فيه الصغير مع الكبير, والكبير مع الصغير بكل حكمة ووعي وكمال.

وهناك أيضاً مدرسة أخرى من المعلمين والمرشدين الروحيين الذين يعتقدون أن الحقيقة واضحة كالشمس, لكنه سيتطلب منا تحمل مسؤولية فردية أكبر من التفهم والإدراك للتعرف على هذا النظام الكوني – نظام الله الأساسي الذي إنطوى فينا منذ الأزل لكي تزول هذه الهشاشة وهذا الإرباك من عقولنا وقلوبنا. فالعالم الروحي عملي وعلمي أكثر مما نتصور ونعتقد. فمن الطبيعي أن يقوم كل فرد منا في مرحلة من حياته باكتشاف ولو القليل من هذه المعرفة ليختبر ولو القليل من هذه الإستنارة الروحية للحياة الأبدية.

لذا يفضل في بداية الأمر أن يكون هناك مرشد أو معلم روحي يرشدنا بصدق وأمانة لإكتشاف كنوزنا الدفينة بأنفسنا لتحقيق هذا السلام الداخلي والصفوة الروحية والضميرية في هذه الحياة والحياة التي ستليها.

هناك خمسة ركائز أساسية يجب علينا فهمها والتركيز عل أهميتها:  

1) الغذاء الصحي
 إن تناولنا للأطعمة الصحية والطبيعية خير بداية للمضي قي الإتجاه الصحيح. إن الحمية التي تعتمد على 80 بالمئة من الحنطة الكاملة ومشتقاتها بالإضافة الى حصص صغيرة من البقوليات, و 20 بالمئة من كافة أنواع الخضار الأرضية والبحرية هو نظام صحي يمكن الإعتماد عليه في معظم مراحل نمونا وتطورنا الجسدي والروحي, لأن هذا النوع من التغذية سيزودنا بالطاقة الطبيعية المتوازنة والخالية من النوايا السلبية والغرائز التي تنتقل إلينا عادةً من جراء قتل الحيوانات وأكل لحومها. ويجب أيضاً أن لا ننسى أن علينا مضغ الطعام جيداً الى أن يتحول الى سائل في فمنا. لهذا يتطلب منا التركيز على الأطعمة الصحية والطبيعية, وتجنب اللقيمات الكبيرة والكميات الوافرة أو المبالغ بها. 

2) النشاط الفيزيائي
إن النشاط الفيزيائي المنتظم الذي نقوم به يومياً سيحفز الدورة الدموية, حيث يقوم الدم بنقل وتغذية كل عضو وخلية من أعضاء وخلايا أجسامنا بهذه الطاقة الغذائية والروحية الداعمة لصحتنا العامة ونوايانا وطريقة تفكيرنا وتصرفاتنا حاضراً ومستقبلاً.

3) الغذاء الروحي
 مع تناولنا المتوازن والمستمر للأطعمة الطبيعية والصحية التي تتناسب مع طبيعة جسدنا وأنشطتنا, يصبح الغذاء الروحي أمراً طبيعياً ومسهلاً, إذ أن الغذاء الروحي هو هذه الطاقة الكونية اللولبية التي نستمدها مباشرةً وبشكل مستمر من الأرض والسماء في آنٍ واحد. فكل ما يستوجب علينا هو فقط تسهيل طوفانها داخل هذه المسارات الروحية السبعة وروافدها الأربعة عشر التي تغذي جسدنا بها من خلال إتخاذ وضعية أكثر إستقامة. إذ أن الإنسان وسنبلة القمح يتميزان في شكلهما العامودي بين الكثير من النباتات والحيوانات. لهذا فإنهما يتلقيان الطاقة الأرضية والسماوية بشكل عامودي ومستقيم, عكس الزواحف والحيوانات وباقي الفصائل النباتية.

4) التهيئة البيئية
إن الصمت والهدوء والسكون ضرورة لتلقي هذه الذبذبات والتموجات الروحية. فالضجيج والذبذبات التي تطلقها الآلات الإلكترونية والكهربائية والميكانيكية تتعارض مع الذبذبات والتموجات الروحية وتعكر صفوها. إذ أن هذا النوع من الضجيج الذي هو سطحي يتقاطع مع الذبذبات الروحية التي هي عامودية في طبيعتها. فإن الصمت, الهدوء, السكينة, النظافة, والترتيب صفات يتحلى بها كل إنسان قابل للنمو والتطور الروحي.
إن الذبذبات والتموجات اللامرئية التي نتغذى بها روحياً أكثر بكثير من تلك التي نحصل عليها من خلال الأغذية المادية أو المرئية. لهذا, سميت هذه الطاقة السماوية والأرضية منذ القدم "بالروح."
إن الطاقة السماوية إنكماشية بطبيعتها, أما الطاقة الأرضية فهي إنفلاشية. إنها هذه الطاقة الكونية التي لا بداية لها ولا نهاية, فهي هذه الطاقة الكونية المتجلية التي تسري فينا وفي كل ما هو موجود في هذا الوجود. لهذا, يجب علينا إحترام الأرض والسماء والبيئة والتناغم معها بكل محبة وتوحيد.

5) التأمل
 إن التأمل هو الطريق الأوحد الذي يصلنا ويوحد ذاتنا الكونية الصغرى مع ذاتها الكونية الكبرى. هناك الكثير من الطرق للتأمل, لكننا سنتكلم الآن عن وضع الجسم وطريقة الجلوس.
هناك طريقتان للجلوس, لكن أجلس بصمت في مكان هادئ أو في أحضان الطبيعة, وليكن صمتك أبعد من الفكر والتفكر أو ثرثرة العقل وسيطرته:

أ) هناك طريقة اليوغا التقليدية المتبعة حول العالم:

أي الجلوس بشكل زهرة اللوتِس النصفية. بأمكانك أن تضع وسادة صغيرة تحتك والجلوس عليها لمزيد من الراحة والحفاظ على ظهر مستقيم وأكتاف منفتحة, مع إسترخاء كامل للذراعين ووضع الكفين على الجزء الأعلى من الأوراك في وضعية مريحة لا تتعدى 45 درجة, ثم ضع مؤخرة كف اليد اليسرى في كف اليد اليمنى الى أن يتلامس الأبهامان مع بعضهما البعض.

ب) أما الطريقة الثانية والأكثر شيوعاً في الشرق:

 فهي أن تركع على ركبتيك وتضع إبهام قدمك الأيسر على إبهام قدمك الأيمن, تاركاً مسافة لا تتعدى قبضة اليد الواحدة بين الركبة اليمنى واليسرى, جالساً على المسافة التي تمتد بين مؤخرة ساقيك وكاحليك, محافظاً على وضع مستقيم للعامود الفقري والأكتاف. ثم ضع كفيك على الجزء الأعلى من أوراكك في وضعية مريحة لا تتعدى 45 درجة, ثم قم بوضع مؤخرة كف يدك اليسرى في كف يدك اليمنى الى أن يتلامس الأبهامان مع بعضهما البعض.

من الممكن أن تواجه بعض الصعوبات في الجلوس في هذه الوضعية في بداية الآمر, لكن مع تناولنا للأغذية النباتية والممارسة الفيزيائية الدائمة والمنتظمة سيلين ويتحسن جسمنا, حيث سيمكننا الجلوس في هذه الوضعية لفترات أطول. يمكننا أيضاً تبديل وضعية القدمين بين الحين والآخر. كما يمكننا رفع كلتا الذراعان والوجه الى الآعلى لعدة ثوانٍ, ثم خفض الذراعين أولاً ببطىء الى مكانهما الطبيعي ثم الوجه الى الأمام, هذا سوف يساعدنا في الحفاظ على وضعية مستقيمة للعامود الفقري والأكتاف.


6-التخلص من الأوهام

 مع تصميمنا الصادق والحميم وحسن متابعتنا لما ورد أعلاه, ستتكثف بداخلنا ذبذبات أكثر إيجابية مما سينعكس على قدراتنا الروحية في التخلص من الذبذبات السلبية التي ينتجها الإستكبار والأنانية, الخوف, الإرهاق النفسي, الأحلام والكوابيس المزعجة أو الغير مبررة. فمن الضروري جلاء الفكر أولاً من كل هذه الأوهام التي تقوم بالتشويش على صحتنا النفسية وطاقتنا الروحية. كما أن هناك أساليب متعددة من التأمل والترانيم ستساعدنا على التخلص من كل هذه الذبذبات السلبية والأوهام العقلية, منه ما قد نقوم به مع شريك لنا, ومنه ما قد نقوم به على نحو فردي.

اجلس بجانب شريكك وضع كف اليد الواحدة على جبينه والكف الآخر على أعلى رقبته, أي أسفل مؤخرة الجمجمة بخفة وثبات لمدة خمسة أو سبعة دقائق بدون أي تلامس جسدي آخر. أغلقا عينيكما وليكن تنفسكما منضبط على النحو نفسه. أن هذه الطريقة المتبعة أكثرها "ين."

أما الطريقة التالية والتي أكثرها "يانغ" يمكننا ممارستها على نحو فردي: أجلس بإحدى الطرق المذكورة أعلاه للتأمل وارفع ذراعيك في الهواء وصفق مرتين. ثم اغلق العينين وركز على أن يكون التنفس مولوداً من أسفل المعدة. يمكنك إعادة هذه التجربة عدة مرات, إذ أن التصفيق مرتين قبل التأمل يبعد الذبذبات عنك ويمنحك جواً صافياً من الذبذبات الإيجابية والطاقة الجديدة.

أما الترنيم فهو طريقة قديمة جدا تتخطى الترانيم البودية بألاف السنين, فلكل لفظة طاقة ومفعول. أجلس بإحدى الطرق المذكورة أعلاه وتنفس بهدوء وردّد هذه الألفاظ لخمس أو سبعة مرات, مع إمكانية إبقاء الجفون نصف مغلقة:

هاي – فو – مي – يو – أي – مو – نا – يا – كو – تو – مو – شي – رو.

Hi - Fu - Mi – Yo – I – Mu – Na – Ya – Ko – To – Mo – Chi – Ro


يمكنك ترديد هذه الترنيمة كل ما أحسست بإنزعاج أو قلق غير مبرر لتهدئة النفس والحفاظ على إتزان الطاقة السماوية التي تنحدر عليك من الجهة اليسرى من جسدك, والطاقة الأرضية التي تصعد من الجهة اليمنى منه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.