~ نحن لا ندعوك إلى أن تصبح ,

هندوسيًا أو يهوديًا أو أن تصبح مسلمًا أو مسيحيًا،

نحن هنا لنساعدك لتصبح ~ متدينًا تقيًا ~

♪ ♫~

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الحب في فلسفة ايريك فروم ...2...

الحب هو الاهتمام الفعَّال بحياة ونمو ذلك الذي نحبه....

المسؤولية اليوم تعني في الغالِب الإشارة إلى الواجِب، الإشارة إلى شيء مفروض على الإنسان من الخارج. ولكن المسؤولية في معناها الحقيقي هي فعل إرادي تمامًا. إنها استجابتي لاحتياجات إنسان آخَر سواء عبَّر عنها أم لم يعبِّر. أن تكون "مسؤولاً" يعني أن تكون قادرًا ومستعدًا لأن "تستجيب"...


إن المسؤولية يمكن بسهولة أن تتدهور إلى الهيمنة والتملُّك إذا لم تتألَّف من العنصر الثالِث للحب ألا وهو الاحترام. ليس الاحترام خوفًا وخشية، إنه يشير – تمشيًا مع جذر الكلمة (Respicere تعني التطلُّع إلى) – إلى القدرة على رؤية شخص كما هو وإدراك فردانيته المتفردَة. الاحترام يعني الاهتمام بأن الشخص الآخَر إنما ينمو ويتكشَّف على نحو ما هو عليه...


فإذا أحببتُ شخصًا آخَر فإنني أشعر أنني صرت معه أو معها شخصًا واحدًا، ولكني صرتُ معه شخصًا واحدًا على نحو ما هو عليه لا على نحو ما أنا محتاج إليه ليكون موضوعًا لفائدتي.


 الاحترام لا يكون ممكنًا إلا إذا حققت الاستقلال.... 


والاحترام لا يوجد إلا على أساس الحرية

                "الحب هو وليد الحرية"

ولا يكون احترام الشخص ممكنًا بدون معرفته... وهي لا تكون ممكنة إلا عندما أتجاوز الاهتمام بنفسي وأرى الشخص الآخَر في إطاره.

الحب هو الطريق الوحيد للمعرفة والذي يرِد على تساؤلي في فعل الوحدة. في فعل الحب، في فعل إعطاء النفس، في فعل النفاذ إلى الشخص الآخَر، أجد نفسي أكتشِف نفسي، أكتشف كلينا، أكتشف الإنسان.

الطريق الوحيد للمعرفة الكامِلَة يكمن في فعل الحب إن هذا الفعل يتجاوز الفكر، يتجاوز الكلمات. إنه الانغمار الجريء في تجربة الوحدة...


إن تجربة الوحدة أو الاتحاد بالإنسان، أو بالله إذا تحدثنا على نحو ديني ليست تجربة لاعقلانية. بل على العكس، إنها على نحو ما نوَّه ألبرت شفايتزر نتيجة العقلانية. إنها نتيجتها الجريئة والمتطرفة للغاية. إنها قائمة على معرفة محدوديات معرفتنا الرئيسية لا العَرَضية. إنها المعرفة بأننا لن "نستحوِذ" مطلقًا على سر الإنسان والكون، ولكننا مع هذا نستطيع أن نعرف في فعل الحب. إن علم النفس كعلم له حدوده، وكما أن النتيجة المنطقية للاهوت هي التصوف فإن النتيجة القصوى لعلم النفس هي الحب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.